1)Sydney Street, Bath:
في عام 1801م كان والد جين قد أحيل إلى التقاعد بعد خدمة تزيد على 35 سنة ككاهن في كنيسة بلدة ستيفينتون. في هذه الحالة قرر الوالدة الأنتقال من البلدة وبدأ حياة جديدة في بلدة أخرى أخذ عائلته وغادر المكان متوجهاً لقرية باث.
هذا الأنتقال أثر على شخصية جين العديد من المؤرخين والباحثين يؤكدون أن هذه النقلة كانت كالصدمة عليها مما جعل شخصيتها خجولة وفاقدة للثقة. ولكن على كل حال البلدة لم تكن بذلك السوء بل على العكس لطالما أحبت جين منزل العائلة في شارع سيدني, ولو ألقينا نظرة على مختلف النشاطات التي كانت جين تقوم بها لطالت القائمة منها على سبيل الذكر الحفلات الموسيقة في حديقة البلدة Sydney Garden المصاحبة للألعاب النارية ولامانع من القيام ببعض الرحلات القصيرة إلى الواجهة البحرية.
بعد وفاة الوالد عام 1805م قامت العائلة بتأجير المنزل عدة مرات, لكن قبل هذه المرحلة قامت جين برحلات كثيرة لديفون و دورست ومن خلال تلك الرحلات القصيرة تلقت جين أول عرض للزواج من قِبل هاريس بيج ويذر, وكحال بطلتها في رواية “كبرياء و هوى” اليزابيث والتي كانت ترفض الزواج من غير الوقوع في الحب, في البدء أبدت موافقة مبدئية ولكنها تحولت إلى رفض في اليوم التالي مباشرة.
منزل رقم (4) شارع سيدني, في هذا المكان أقامت عائلة جين بين عامي 1801 و 1805 م, موجود إلى الآن حيث عاشت جين وشخصياتها الخيالية يمكنك زيارته في أقرب فرصة ولاتنسى أيضاً حديقة البلدة لتطلع على المكان الذي كانت تمضي فيه جين ساعات طويلة.
2)Sidmouth, Devon:
تعرف بجوها المعتدل وهواءها البحري المنعش, يوم جين أوستن في سيدموث كان جله تقريباً في منتجع ريجنسي الخلاب ولكنه لم يكن يضاهي في جماله منتجعات قريبة منه كـ Lyme Regis, Weymouth . الدلائل جميعها تشير إلى أن جين زارت سيدموث خلال عامي 1801 و 1802م وفي هذا المكان تحديداً قابلت رجل شاب قد أغرم بها وكان يأمل بأن تستمر العلاقة لتنتهي بالزواج ولكن كما أوضحت لنا رسائل كاساندرا من جين أن الشاب قد توفي وبسبب تلك الحادثة المؤلمة أصبحت جين فاقدة الأمل فيما يتعلق بالسعادة الزوجية.
بيرن تتحدث عن جين وتقول ” زيارات جين المتعددة إلى ديفون ودرسيت جعل البحر من الأشياء المحببة والقريبة إلى نفسها” وتستطرد قائلة ” الواجهة البحرية كان من الثيمات المميزة في روايتيها الأقناع و Sanditon (الرواية الأخيرة التي لم تنهيها جين), الصخور الوردية والمنحدرات الصخرية ذات الواجهة العلوية لبلدة سيدموث جميعها كانت إلهامات تثير جين وتحفزها على الكتابة.
سيدموث في يومنا الحاضر لم تتغير كثيراً, بالطبع لم تعد تحتاج إلى العربة ذو ألابع عجلات كي تصل إليها, لاتنسى أن تمر على The Bedford Hotel والذي كان في أيام جين عبارة عن مكتبة في المنتزة. أما مبنى ريجنسي مازال محتفظ بعراقته.
3)The Cobb, Lyme Regis:
ليم ريجز في دورسيت (Dorset) واجهة بحرية أخرى طاب لجين الأقامة بها تبعد حوالي 16 ميلاً عن بلدة سيدموث (Sidmouth) إلى الشرق.
قامت جين بزيارة البلدة في صيف عام 1804م مع عائلتها, بقي معها فقط والداها بعد مغادرة شقيقتها كاساندرا وشقيقها فرانك إلى بلدة Weymouth وعن طريق الرسائل التي كانت تكتب لكاساندرا علمنا بولع جين بالحمام البحري. كشخصية أوستن الكوميدية Mrs.Bennet في رواية (كبرياء وهوى) ” القليل من ماء البحر لتنظيف جسمك سيجعل منك نشيطاً للأبد”, رسالة أخرى كُتبت إلى شقيقتها كاساندرا في سبتمبر 1804م تقول فيها ” أخذت الحمام الصباحي هذا اليوم في البحر كان ممتعاً, مولي مازالت تصر علي بالبقاء هنا مدة أطول وأنا على وفاق معها بضرورة بقائي في هذا المكان”.
4)Stoneleigh Abbey, near Kenilworth:
بُني هذا المنزل بطريقة مشابهة لمنزل Chatsworth في مقاطعة Peak . Stoneleigh Abbey هي مقاطعة اهل والدة جين لأكثر من 400 سنة. زارت جين ووالدتها مع شقيقتها المنطقة في عام 1806م بعد مدة قصيرة من وفاة والدها بغرض المحافظة على ميراث قريب لهم يدعى توماس لي في بعض ملكيات الأراضي.
من الواضح أن منطقة Stoneleigh Abbey كان لها أثر كبير في نفوس النساء الثلاثة كما تذكر هذه الرسالة, والتي كُتبت بواسطة والدة جين إلى زوجة ابنها في عام 1806م ” لقد توقعت مسبقاً بأن المكان ممتاز ومريح ولكن لم تكن لدي أي فكرة عن جماله, المروج الخضراء المرنبطة بأشجار الخشب الكبيرة, والتي صنعت لنا مماشِ مريحة للنفس”.
Stoneleigh Abbey مفتوح للعامة والمنزل المرتبط بجين أوستن يمكن مشاهدته في أقصى شمال Derbyshire أما المنزل Chatsworth فيعتقد بأنه مصدر إلهام لمنزل السيد دارسي Pemberley في رواية “كبرياء وهوى”.
5)Netley Abbey, near Southampton:
وفاة جورج أوستن عام 1805م كان له تأثير عميق على جين وعائلتها, على أقل تقدير من الناحية المادية. جين (مع أمها وشقيقتها) غادرت باث لتستقر مع شقيقها الضابط البحري فرانك في ساوتهامبتون Castel Square والذي يتميز بموقعه المميز حيث يكفل بتوفير منظر بحري خلاب والقرب الشديد من جميع فعاليات وأنشطة البلدة.
“منذ انتقالها إلى ساوثهامبتون, جين مرة أخرى تصبح قريبة من البحر. وقد قامت بجميع النشاطات الممكنة والتي أتيحت لها فرصة الخوض فيها” بيرن متحدثة عن جين وتكمل قائلة ” لقد أحبت المسارح والممشى, حتى أنها قامت بركوب العبارة لقطع نهر Itchen لترى كيفية بناء السفن الحربية في نورتهام. وأيضاً رؤية أطلال العصر القوطي لمنطقة Netley Abbey.
كتبت جين لكاساندرا عن رحلة نهرية في عام 1808م ” كانت لدينا بالأمس حفلة مائية, أنا واثنين من أقربائي ذهبنا بالعبارة في نهر Itchen لنصل إلى نورتهام حيث كانت السفينة الحربية 74 ترسو, وعدنا إلى المنزل مشياً على الأقدام, كان يوماً ممتعاً”.
منطقة Netley Abbey ألهمت الكثير من الشعراء, الرسامين والكتاب ليبدعوا كلاً في مجاله وهذه المنطقة أيضاً ألهمت أوستن لعمل روايتها القوطية الساخرة ” Northanger Abbey”.
6)Carlton House Terrace, London:
شقيق جين أوستن المفضل هنري هو بلا جدال من أكبر المؤثرين في مسيرتها الكتابية وذلك من خلال تنصيب نفسه كوكيل أدبي لها ووضعها في الأتجاه الصحيح عند زيارتها لعدة ناشرين في لندن. هنري يمتلك بالمشاركة بنك في شارع Henrietta في منطقة Covent Garden , وعاش خلف هذا المبنى بعد وفاة زوجته.
بيرن تقول ” جين أحبت المنطقة, واعتقد بأنها وجدت راحة مبهجة في المكان الجديد, زارت عدد من المسارح كعادتها, وصححت بعض الحقائق المتعلقة بروايتيها “كبرياء وهوى, العقل والعاطفة” وأخيراً التقت بالناشر الخاص بها.
كتبت لكاساندرا في عام 1813م عن الأستعراض الخاص بمركبات البروشة في لندن. هنري فيما بعد غادر إلى منزل جديد هو 23 هانس, لكن في هذه الأثناء وقبل الأنتقال جين تلقت دعوة من الأمير ريجنت لزيارة مكتبته في محل أقامته في لندن, منزل Carlton, جين كانت مستعدة لتلبية الدعوة ولكن متخوفة , كما أشارت بيرن فيما بعد, لأن الأمير كان يود أخذ أذن منها لكي تخصص روايتها القادمة إيما إليه. أوستن كانت تمقت الأمير, بل وكانت مغتاظة بأن تخصص له أهداء على غلاف روايتها ليظطر الناس لقرائته.
هذه النسخة حالياً متوفرة في المجموعة الملكية وكتبت على غلافه هذا الأهداء (مضطرة):
“إلى صاحب السمو الملكي الأمير ريجنت . هذا العمل أقيم بإذن من سموه ونابع من أحساسه بالواجب ويدل على كرمه وتواضعه .
الكاتبة”
المنزل هانس رمم بينما منزل Carlton هُدم في عام 1825م وأستبدل بمنزلين مصنوع من الجص الأبيض ذو باحة مرصوفة تعرف حالياً بأسم Carlton House Terrace.
7)50 Albemarle Street London :
مجمل سنوات أوستن ككاتبة تنشر أعمالها هو سبع سنوات فقط لكنها كانت سنوات حافلة بالعديد من الأعمال العظيمة كـ (كبرياء وهوى, عقل وعاطفة, حديقة مانسفيلد), كانت تقوم في البداية بالتعامل مع الناشر توماس إيقرتون لكنها في العام 1815م قررت أتخاذ قرار جريء بالتخلي عنه لصالح الناشر جون موراي.
موراي كان من الناشرين المتباهين بنوعية العملاء المتعاملين معه كاللورد بايرون وأصدقاء كوالتر سكوت.تقول بيرن عن هذه المرحلة من حياة أوستن ” رأينا أوستن كسيدة أعمال داهية لم تكن مكتفية من نموها على الصعيد المهني مع توماس إيقرتون خصوصاً عندما كان غير متخمس لنشر نسخة ثانية من رواية حديقة مانسفيلد, فقررت التخلي عنه وشق طريقها الأدبي بنفسها”.
في هذه الأثناء كان أفضل الناشرين وأعلاهم شأناً في البلاد – جون موراي- يراهن على أوستن ويضع نصب عينيه عليها حتى أصبحت أول روائية يقوم بنشر كتبها.
أوستن امضت معظم وقتها بين الأعوام 1809-1817م في لندن, وخصوصاً عند تدهور حالتها الصحية في عام 1816م.مكاتب جون موراي وجدت في العام 1768م وانتقلت إلى Albemarle Street في العام 1812م وبقيت على حالتها منذ ذلك الوقت. أرشيف جون موراي نقلت محتوياته بالكالمل إلى المكتبة الوطنية في اسكتلندا عام 2006م وتحتوي على كم هائل من الرسائل الخاصة وأوراق عمل بين الناشر والكُتاب.
8)Chawton, Alton:
في العام 1809م حين استقرت جين مع والدتها وشقيقتها في هذا المنزل ذو 6 غرف نوم مع بعض أصدقاء العائلة, لم يكن أحد يعلم بأنه سيكون آخر منزل ستقيم فيه قبل رحيلها إلى Whinchester في عام 1817م من أجل تلقي العلاج لمرض أصابها وتوفيت منه في نفس العام شهر يوليو.
تقول بيرن ” منزل Chawton مهم في حياة جين, تلك الهدية من شقيقها إدوارد جعل هذا الكوخ مكاناً آمناً للعائلة, وفي هذا المكان كتبت جين جل رواياتها”
Chawton كان أيضاً المكان الذي أصيبت فيه جين بالمرض أول مرة وأستمر معها لغاية 18 شهراً حتى حانت ساعة وفاتها, كانت حريصة على الكتابة حتى آخر يوم في حياتها تذكر بيرن” كانت جين تنظم شعراً فكاهياً قبل ساعات من أن توافيها المنية”
الكوخ حالياً يعرف بمتحف جين أوستن وهو مفتوح للعامة والزوار ومازال بإمكاننا مشاهدة مكتب جين الخاص بالكتابة, مجوهراتها,رسائلها الشخصية ولحاف يدوي صنعته بمعاونة والدتها وشقيقتها كاساندرا”.
نشر بواسطة مجلة BBC History Magazine