دائماً ما أسئل عن سبب تعلقي بمشاهدة التنس (أو برياضة التنس بشكل عام) لا أنكر بأن هذا السؤال جعلني أراجع بداية ارتباطي بهذه اللعبة. بعض المعلومات قد محيت بسبب قدمها وبعضها مازال عالقاً حتى هذه اللحظة, لعلي سأجعل العام 1994م نقطة انطلاق للحديث عن هذه العلاقة.
كنا كعائلة قد انتقلنا للتو من مدينة الطائف بعد العيش فيها لمدة عامين بسبب عمل والدي في القطاع العسكري, ولعل العالم بخلفيات أمر هذه الوظائف فحتماً سيعلم أن التنقل من مدينة لأخرى سمة بارزة لها, عدنا للرياض واستقرينا في منزل جديد كنا نريد اقتناء ستالايت شبيه بستالايت الموجود في منزلنا السابق في الطائف (كان يعرض فقط قناتي mbc و مصر) وفي ذلك العام تحديداً بدء توسع بث القنوات الفضائية أكثر حيث أصبحت على ما أذكر أكثر من عشرين قناة وانطلقت قنوات متخصصة بالرياضة كالـ ART طبعاً محدثتكم كانت تبلغ من العمر تقريباً 8 سنوات ونصف كنت مجرد منصتة ومتابعة لتحركات أشقائي الأكبر مني عمراً أحداهن كانت في مرحلة المراهقة (الثانوية تحديداً). كانت شغوفة بكل ما يبث على التلفاز من ضمن ما كان يشغل اهتمامها مشاهدة مباريات التنس طبعاً كنت لا أعلم أي شيء عن هذه الرياضة ولا عن قوانينها لكن المشهد ظل في بالي أجاسي ذو الشعر الطويل حاملاً كأس البطولة, اكتشفت فيما بعد انها بطولة أمريكا المفتوحة للتنس, وطبعاً كان اهتمام أختي ليس لجمال اللعبة بل لكونها معجبة بهيئة أجاسي وقصة الحب التي تجمعه مع الممثلة بروك شيلدز كحال أي مراهقة.
أتى العام 1996م انتقل والدي للعمل في مدينة حفر الباطن, لكن هذه المرة لم ننتقل معه لوجود اثنين من أشقائي في الجامعة فيصعب نقلهما إلى مدينة أخرى فبالتالي اضطررنا لترك والدي لوحده هناك لكن كل ما سنحت لنا الفرصة للذهاب ذهبنا وحتى لو كان مجرد إجازة نهاية أسبوع (خميس وجمعة). كان والدي يقيم في منطقة سكنية خاصة للموظفين العسكريين يوجد بها كل ما يلزم ليغنيك عن الذهاب إلى المدينة (حفرالباطن), والتي على ما أذكر كانت تبتعد عن المنطقة السكنية حوالي الـ 80 كيلو متر, كان الجانب الترفيهي والاجتماعي مفعل بشكل كبير في المنطقة أذكر مسرح النادي جيداً كانت تقام عليه عدة نشاطات ومسرحيات. أيضا كانت تقام المعارض للأعمال اليدوية الخاصة بسكان المنطقة, لا أذكر بأني قدمت إليها إلا وكانت مشغولة بتنظيم أمر ما. هنالك أيضا كانت توجد ملاعب للتنس تقريباً تلتف خمسة منازل بجانب بعضها على شكل نصف دائرة وفي آخرها يوجد ملعبين للتنس, لا أنسى تلك الأيام من عمري أبداً كنت أذهب أحيانا مع شقيقتي واحياناً أخرى لوحدي للملعب تعلقت به بشدة طلبت المضارب من والدي فوافق على جلبها من النادي الرياضي, كانا مضربين أحدهما كان على الطراز القديم الخشبي (ثقيل جداً لدرجة أن يدي أصيبت بإعياء كبير معه) والآخر أسود عصري يسهل حمله. كنت مستمتعة بركل الكرة لساعات وساعات وكادت عائلتي أن تنسى وجودي معهم لكثرة تواجدي في الملعب.
مر العام سريعاً وعاد والدي للرياض وانقطعت عن تلك الملاعب لكن ظللت ألعب التنس على هيئة سكواش (بركل الكرة على جدار المنزل وضربها مرة أخرى) لفترة طويلة لا أذكر متى انقطعت عنها لكنها ظلت لسنوات عديدة. لكن لنعد لذلك العام إلا وهو 1997م طبعاً تذكرون حديثي عن الـ ART ونقلها لبطولات التنس لكن في هذه السنوات أصبحت مشفرة ولكن شكراً لله مرة أخرى بأن جعل لي أخوة يعشقون كرة القدم وتحديداً الدوري الإيطالي فكان لزاماً عليهم الدفع لمشاهدتها تاركين لي متعة مشاهدة التنس في هذا العام برز اسم لامع في عالم التنس الخاص بالسيدات المراهقة الصغيرة ذات الـ 16 عاماً مارتينا هينقيز أعجبت بها جداً وبدء تعلقي بمتابعة مباريات تنس النساء كنت بمجرد بدء مباراة للتنس الرجالي أترك التلفاز حتى تعود مباراة أخرى في تنس السيدات ومرت السنوات حتى أصبحت مشاهدة لعبة التنس وخصوصاً بطولات الجراند سلام جزء من حياتي أصبح لزاماً علي متابعتها كاملةً حتى إذا كانت مباريات في الأدوار التمهيدية كنت شغوفة حد الجنون.
في العام 2001م وفي بطولة ويمبلدون أتت مباراة بين فيدرير وسامبراس في الدور16 كانت مباراة من ضرب الخيال استطاع فيها فيدرير ذو الـ19 عاماً إيقاف مسيرة أسطورة الملاعب العشبية بيت سامبراس لن أدعي بأن أعلنت تشجيعي له منذ ذلك الوقت ولكن لا أنكر أعجابي بإدائه. مر عامان حتى بدأ فيدرير بالسيطرة الكاملة على بطولات الجراند السلام لم يكن هناك على الساحة من منافس آخر يليق بقدراته البعض يقول بأنها فترة مملة إلى أن ظهر نادال وبدأ بمزاحمة فيدرير على البطولات والبعض الآخر يقول أنها فترة ذهبية للاعب أسطوري كفيدرير لن تتكرر مرة أخرى, بالنسبة لي كانت سنوات جميلة كنت مشجعة للاعب أندي روديك تارة ومشجعة لليتون هيويت تارة أخرى لم أكن قد أعلنت عن البطل الخاص بي لكن أذكر في هذا العام أي 2003 ظهر شاب صغير يدعى نادال كانت له مباراة جنونية ضد يونس العيناوي امتدت لخمس مجموعات وانتهت بخسارته الجميع تحدث عن موهبته الفذة والتنبؤ له بمستقبل لامع في عالم التنس ومنهم أنا وفعلاً لم يخيب الظن فبعد مرور العامين توج نفسه ملكاً للملاعب الترابية, ومازال, أعترف , لا أعلم لماذا استخدمت كلمة أعترف ربما لإحساسي الضمني بإن تشجعيه كان كالذنب بالنسبة لي نظراً لتحولي بعدها لتشجيع فيدرير, بأن كنت مشجعة وبحماس لنادال أنظر إلى نفسي الآن ولا أعلم السبب وراء ذلك الحماس هي فترة ومضت ولم تطل كثيراً لكنها كانت مسلية حتى وأن ذلك التشجيع والحماس تحول إلى النقيض تماماً.
في العام 2006م تقريباً بدأ حماسي ينصب كلياً تجاه فيدرير وأحب أن أطمئنكم بأنه مازال هو المسيطر حتى الآن لا وجود لتقلبات أخرى في التشجيع بل وأكاد أجزم بأن لن أعلن نفسي كمشجعة للاعب آخر كما فعلت مع فيدرير ستكون التنس بعد رحيل فيدرير مجرد مباريات لمتابعة الرياضة نفسها لا أكثر.
في أواخر العام 2013م توجت حبي لرياضة التنس بممارستها على أرض الواقع من خلال نادي رياضي ومدربة محترفة لا أستطيع أن أصف مدرى روعة هذا الشعور, أكتب لكم الآن وأنا قد اتممت العام تقريباً في ممارستها, بقي لي خطوة صغيرة ستكون الأروع حتماً في قصتي مع التنس إلا وهي حضور أحد مباريات الجراند سلام لا يهم أن كانت لفيدرير أم غيره من اللاعبين ولكن المهم هو الشعور بالمباراة وهي أمامك والكرة قريبة جداً منك أتمنى من كل قلبي أن ييسر لي الله هذه الرحلة العين والتركيز على شهر مايو من العام الحالي لبطولة رولاند غاروس في باريس أمنياتي بأن تكتمل وأن لا تتعرقل دعواتكم لي بتحقيقها.
يا إلهي يا أسماء ، مصادفة عجيبة
تابعت التنس وبداية الالفية ، ومارستها قبل ذلك بسنوات في ملاعب قاعدة الملك خالد في حفر الباطن ، حاليا امارسها على فترات متقطعة في ملاعب أحد الأندية .
بالنسبة للتشجيع أنا من مشجعي نادال حاليا .. فيدرير لاعب خارق لكن لا أستطيع تشجيعه لأنه حطم أسطورة أقاسي أمامي : (
أحب شارابوڤا وأكره ديميتروف ولا تسأليني عن السبب 🙂
بطولتي المفضلة هي رولان جاروس ، لا أدري هل لأنها على ملاعب ترابية أم لأنها كانت تأتي خلال فترة الاختبارات النهائية كل عام ، كنت أسرق من لحظات المذاكرة وأتابعها .
وبس
قاعدة الملك خالد لها فضل علينا بعد الله في حب التنس أجل 😄
كرهك لديمتروف معروف مايحتاج تفسره 😆 وبالنسبة لرولاند غاروس هي فعلاً تقام على الملاعب الترابية ومع انها من أكثر البطولات إخفاقا لفيدرير بس اعتبرها من أكثر بطولات الجراند سلام متعة كأجواء مصاحبه للبطولة وكمباريات ممتعة وماراثونية
شاكرة لك مرورك محمد 🌻
صباح الخير أسماء ..
رائعه جدا قصتك مع اللعبه الجميله والأنيقه “التنس” .. اتذكر ذكريات ضبابيه لأيام المراهقه قبل وجود القنوات الفضائية في منزلنا .. لا نعرف من الرياضه الا كره القدم او ما تتكرم به أخبار الرياضه في القناه السعوديه الاولى على شكل موجز .. وقتها لا اعرف الا فيديرر .. كان يفوز بكل شئ وقتها .. لاعب اسطورة حيه في التنس .. لكن حبيت اللعبه اكثر .. الانضباط, اللياقه العاليه, القوه الذهنيه الجباره, التركيز …. Quiet please
بدأت اتابع التنس من 2001 تقريبا .. كان يطربني شئ إسمه “مارات سافين” كنت احب كل شئ فيه .. كان لاعب تنس فذ لولا عصبيته الزائده وفقدانه التركيز الذهني في اوقات حاسمه من المباراه.
إلى عام 2004 عندما بدأ بزوغ الفتى الماتادور الأسباني “نادال” …
“نادال” حكايه .. تعلمت منه الكثير .. ما أقدر أتكلم عنه كثير .. لأنه ماراح أعبر عنه بإلي يكفيه 🙂
صحيح بعد اعتزال نادال راح أفقد جزء كبير جدا من المتعه في متابعه التنس .. لكن يبقى الحب للعبه في الأول والأخير.
مقاله رائعه أسماء .. خلتني بدون إحساس أكتب بإيجاز عن قصتي مع التنس .. وهذا يدل على جمال السرد في الكتابه.
أستمري في ممارسه اللعبه .. شئ جميل جدا .. ولما تشاهدي مباراه تنس لايف إن شاء الله “حتى لو كانت 500 نقطه” راح تشعري بشعور رائع وجميل وجديد في متابعه التنس.. فرق كبير عن المشاهده عبر التي في.
على فكره .. مدري تتذكريني أو لأ .. أنا مجيد من أيام التويتر .. كنت انظف مفضلتي ووجدت مدونتك, فرصه حلوه كانت
يومك سعيد يارب