Uno
في الفترة الماضية استمعت لمذكرات فيل نايت مؤسس نايكي عبر تطبيق Audible, بسبب تفضيلي لسماع المذكرات على قراءتها وهنا أتحدث طبعاً عن الأنجليزية منها نظراً لندرة الكتب العربية الصوتية, الكتاب ممتع جداً, حتى أن لم تكن شخص مولع بالتجارة أو تريد خوض مغامرتك الخاصة فيها هذا الكتاب سسيتوقفك حتماً عند أسطره. لا أنكر أنِ شعرت بالملل في بعض الفصول خاصةً المتعلقة بالقضية بينه وبين الممول للأحذية من اليابان في شركته الأولى Blue River, لكن شغفه وتعلقه بالركض جعلته ملم بكل مايتعلق بالأحذية الرياضية ومنها إلى الأتجار من خلالها, صفة الولع بالركض لدى نايت هي من جعلتني مستمعه جيده للمذكرات (شيء مشترك بيننا). جونسون ونايت الصديقان , بدأ كل شيء من البداية شهدا التحديات والصعوبات من البداية معاً, صحيح أن جونسون كان يعمل لدى نايت من فرع الشركة في كاليفورنيا لأن موقع الشركة يقع في ولاية أوريغون, لكن تلك العلاقة تستحق تركيز انتباهك عليها. جونسون شخص شغوف ظل يمد نايت بأفكار لتصاميم أحذية, أفكار لطرق توزيعها, أفكار لتوسيع رقعة تجارتهم لكن كل هذا كان يقابل بالصمت من قِبل نايت ,لا تعليق, لا تأكيد ولا حتى رفض كان جونسون يختم رسائله بقول ” أحتاج إلى تشجيع أكبر أو قل لي هل هذا الأمر رائع أم سيء” وفي كل مرة نايت يكتفي بالصمت بعد فترة قال جونسون لنايت طريقتك في إدارة الأمور جعلتني حراً أكثر أتخذ قراري بنفسي أفكر في أمر ما وأقوم بفعله على الفور دون أن أنتظر الموافقة من أحد. طريقة إدارته للعمل لفتت انتباهي هل فعلاً بتلك الطريقة تجعل الموظفين من غير قيود, يتخذون قرارات مصيرية ومهمة دون الرجوع إلى رب العمل أم هي عشوائية كُتب لها النجاح بالصدفة؟
الكتاب الثاني كان ورقي وأنهيته قبل مذكرات نايت ولعلي ذكرته في تويتر للمتابع لحسابي هناك بل واقتبست منه بعض الأسطر, الكتاب يصنف ضمن الكتب التاريخية التصنيف العشق بالنسبة لي, تحت مسمى “الموت في فلورنسا” للكاتب بول ستراثيران الكتاب يقع في أكثر من 600 صفحة من القطع المتوسطة ويتحدث بإسهاب عن عائلة ميديتشي وتأثيرهم الكبير في عصر النهضة من مسقط رأسهم في فلورنسا لجميع أنحاء أوروبا في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي, لم يكتفي الكاتب بذكر عائلة ميديتشي بل انتقل إلى صراعهم مع سافونارولا مؤسس المسيحية الجديدة أو بما معناه المسيحية من العهد القديم قبل أن تلوثها أيدي كهنة وباباوات الكنيسة الكاثلوكية على حسب رأيه.
الكتاب ممتع كُتب وسرد بطريقة الرواية عنصر الملل والفتور اللذان كانا يصيبانك عند قراءة الكتب التاريخية سيختفي في هذا الكتاب, صراعات العوائل وتحالفاتهم, عائلة ميديتشي بسلبياتها وإيجابياتها وتأثيرها على المدينة وعلى أوروبا بشكل عام, وأيضاً ظهور لفناني ذلك العصر مثل ميكيايل أنجلو وليوناردو دافينشي وبوتشيلي وغيرهم كثير جميعها مغريات لقراءة الكتاب والأستمتاع به.
إذن الكتاب أنصح به وبشدة لكل مهتم بالتاريخ وخصوصاً معرفة بداية عصر النهضة في أوروبا, ولن أنسى الصراع الذي تلا هذه الأحداث صراع العلمانية مع الدين (الصراع الأبدي).
Dos
صباح الأثنين الماضي عرض حفل الغولدن غلوب, شخصياً أنا مغرمة بمثل هذا النوع من الحفلات ابتداءً بالأوسكار إلى الإيمي وانتهاءً بالغولدن غلوب وغيرها كثير, ليس الأهتمام لمعرفة من سيربح الجائزة ومن سيهزم (رغم انها تضيف الحماس لا أنكر هذا) أو ماهي الكلمة التي سوف يلقيها الفائز بالجائزة وسوف تندرج تحت أي موضوع سياسي مناخي فكاهي, لا ليس لهذه الأسباب بل لأجل الجو المصاحب لمثل هذه الحفلات كنوعية الفساتين التي ترتديها النجمات لتسريحات الشعر الكلاسيكية أو الجريئة منها للمجوهرات المشعة أمامنا من خلال الشاشة, أعشق تتبع هذه الأمور ولم لا الضحك على بعض الأطلالات الغير موفقة (سارة جيسكا باركر كان لها النصيب الأكبر).
في هذا الحفل لفت نظري بشكل كبير طلة إيما ستون, الفستان بقصته الكلاسيكية والنجوم المطرزة على القماش والعقد الذي أضاف جمالية أخرى , تسريحة الشعر الناعمة, أحسست بكمال هذه الطلة لا يهمني رأي مجلات الموضة وخبرائها كل اللذي يهمني عندما رأيت الفستان والهيئة لأول مرة هل أعجبتني أم لا؟ الجواب نعم أعجبتني بشكل كامل.
Tres
أسبوعان مضيا وأنا أحاول تأدية التمارين الرياضية وتطبيقها مباشرة من اليوتيوب, وأحياناً أخرى من خلال بعض الأوراق التي تشرح بعض التقنيات والحركات اللازمة لأنواع مختلفة من الرياضة. أعترف بفشلي في تأدية الرياضة في المنزل منفردة , أمر يصعب تحقيقه الوضع مختلف عما كان عليه في النادي بمعية فتيات أخريات ومدربة تصرخ لكي توقظ الحماس بداخلك والجو العام المحيط بك كلها دوافع تجعل من الرياضة أمراً ممتعاً.
سبب تحولي من النادي الرياضي إلى المنزل هو انقضاء فترة اشتراكي الممتدة لـ8 أشهر متواصلة في ديسمبر الماضي, لن أدعي بأنِ كنت من المواظبين على الذهاب أسبوعياً ففي بعض الأسابيع أجد نفسي احضر من ثلاث لأربع أيام في الأسبوع وبعضها الأخر أتغيب عن كامل الأيام, ولكن تقضية الوقت هناك كان شيئاً ممتعاً والنتيجة واضحة على الصعيدين النفسي والبدني, لا أعلم أشعر بأن فكرة العودة تراودني ولكن مازال المبلغ المبالغ فيه من وجهة نظري عائقاً كبيراً لكن سأمهل نفسي مدة أطول لعلي أغير نظرتي تجاه التمارين المنزلية أو حتماً يجب علي العودة للنادي.
Cuatro
التغيرات المناخية, الأحتباس الحراري, لعلها أكثر الجمل التي تتكرر على مسامعنا هذه الأيام , أتذكر جيداً المرة الأولى التي لفت انتباهي هذا الموضوع بسبب الوثائقي الخاص بآل غور “An Inconvenient Truth” لن أنسى حماسي عندما قمت بالتسجيل في الموقع الخاص به لمعرفة آخر التطورات ولم لا التطوع في بعض الأمور, ما زلت إلى الآن أتلقى الإيميلات من الموقع لتطلعني على آخر المؤتمرات المنعقدة وأهم القرارات الصادرة بشأن تلك التغيرات المناخية, لكن هل قمت بعمل شيء, لا.
سبب تطرقي لهذا الأمر هو عنوان الكتاب القادم الذي أنوي القيام بقرائته خلال الأسبوعين القادمين (نعم أحد أهداف العام الجديد ان أقوم بقراءة كتاب كل أسبوعين) يحمل عنوان “مستقبل الماء” من تأليف إريك أورسينا كُتب في تعريف الكتاب
“بالنسبة إلى إريك أورسينا لن تحصل أزمة مائية شاملة تطال العالم بأسره بصورة متزامنة, إنما أزمات محلية وإقليمية متفرقة فالأحتباس الحراري سيؤدي بالأحرى إلى رفع كمية الماء الإجمالية على الأرض. لكنه سيفاقم بشكل مأساوي إنعدام المساواة على صعيد مناطق العالم فبعضها سيواجه فيضانات عارمة, وبعضها سيعاني من جفاف متزايد“
إذاً حتماً الموضوع سيكون شيقاً أتمنى أن أستمتع مع هذا الكتاب وأن أنقل لكم ملخصاً لأهم ماورد فيه إذا أعجبني طبعاً.