Another Day of Sun

20130718_084607

Taken By me 2013

أواخر شهر مارس من عام 2013 أخبرني أخي بإقتراح وهو قضاء فترة الصيف في الولايات المتحدة بسبب ترشحه من قِبل عمله لدورة مدتها شهر مع 10 أيام أضافية بإمكانه قضائها هناك, اتذكر حالة الجمود التي أصابتني, سعادة مع استغراب, استغراب لأنِ كنت دائماً مستبعدة فكرة السفر لأمريكا لأسباب عديدة أحدها عدم وجود قريب هناك لأقوم بزيارته, بعد المسافة والتي دائماً ما يتعذر بها والدي إذا ذكرت لهم اسم البلد فقط, فأصبحت زيارة أمريكا مثل الحلم لا أعلم أن كان سيتحقق يوماً ما أم لا, ولأكون أكثر صدقاً كنت مستبعدة هذا الأمر كثيراً, نعود لتلك اللحظة تصوروا رغم معرفتي التامة بالرغبة الشديدة بالذهاب إلا أنني قلت سأفكر, في اليوم التالي وأنا أقوم بعملي المعتاد وهو الشرح للطالبات عن مكونات التربة وعوامل التجوية والتعرية عقلي كان في مكان آخر يعرض صوراً عديدة عن كاليفورنيا ونيويورك ولقطات بانورامية لمدن أخرى طُبعت في ذاكرتي من أفلام كنت قد شاهدتها مراراً وتكراراً. في داخلي قلت بصوت عالي أنتِ مجنونة لما لم تقبلي بالعرض مباشرة لكن هذه الصرخة لم يتمكن من سماعها أحد. عدت مسرعة من بعد العمل لأتصل بأخي وأخبره بموافقتي الأكيدة للذهاب, المضحك في الأمر أنني وافقت ولم أكن أعلم أين هي الوجهة بالضبط في الولايات المتحدة والمعروف عنها المساحة الشاسعة هذه النقطة إلى يومنا هذا عندما استعيدها من الذاكرة أجد نفسي غارقةً في الضحك أكلم نفسي وأقول: ماذا لوكانت الوجهة ولاية صغيرة في الوسط الغربي الحمدالله أن الوجهة كانت كاليفورنيا في مدينة مونتري وتقع بالقرب من سان فرانسيسكو, الأحتيار كان موفق.

شاهدت الأسبوع الماضي فيلم “LA LA Land“, أن كنت من عشاق السينما حتماً اسم الفيلم لن يبدو غريباً عليك, استمتعت جداً بالفيلم, استمتعت لا أعلم اشعر بأن الكلمة مجحفة بحق الفيلم نوعاً ما, دعوني أبحث عن كلمة أخرى تستطيع وصف هذا الجمال؟ للأسف لم أستطع إيجادها. سأحاول قليلاً أن ابسطها أكثر يكفي عندما شاهدت الفلم قمت بإعادة المشاهدة مباشرة, أعتقدت بأنِ وفقت هذه المرة. لن أكتب سرد عن القصة سأذكر وأعبر بالكلمات عن الشعور الذي انتابني مع مشاهدة الفيلم وعند الأنتهاء منه, الفيلم ينقلك لعالم آخر تشعر بإن العالم الحقيقي توقف من حولك ونقلك لقصة واقعية ممزوجة بالقليل من الخيال, كل مشهد هو لوحة فنية رُسمت بعناية, الألوان المختارة, مكان التصوير الذي اقتصت منه تلك المشاهد, تلك اللوحة الفنية ليست جامدة كما هي الحال دوماً, بالعكس هنا مليئة بالحركة والرقصات الخفيفة مضافة إليها موسيقى عظيمة أجزم أنها ستظل عالقة في ذهنك لفترة طويلة (أكتب هذه التدوينة ومازالت تلك الموسيقى والأغاني تصدح في رأسي) عند انتهائك من مشاهدة الفيلم ستشعر بالحنين بسرعة وهو شيء غير معتاد لأنه وكما هو معلوم نحن نحن للأشياء التي حدثت لنا على الأقل منذ سنوات وليس منذ ساعتين, وربما هذا يفسر سبب أعادة تشغيل الفيلم بعد انتهائي من مشاهدته مباشرة. أعجبني أيضاً أن الثيم الأساسي للفيلم هو المكان, كانت لوس انجلوس, دائماً هذه النوعية من القصص تجذبني كثيراً, في الأفلام أو الكتب التي أعشقها أجدها تندرج تحت هذا البند. أشعر بأن من أفضل النعم هو تعلقك بالمكان الذي تسكنه حتى تجعله يسكن بداخلك. آه أشعر بأنِ تكلمت كثيراً عن الفيلم, طوال الأيام الماضية حديثي مع الأهل والصديقات والتغريدات في تويتر في أي مكان أجد نفسي أتحدث عنه. أنا متأكدة بأن الفيلم سيظل أيقونة سينمائية لفترة طويلة وأنا محظوظة كونِ عشت في تلك الفترة عند ظهوره.

يوم الأربعاء السابع عشر من شهر يوليو من عام 2013 كانت المصافحة الأولى لي مع أرض أمريكية وكانت من نصيب مدينة لوس أنجلوس, عندما فُتح باب المطار الزجاجي لتهب معه نسمات لطيفة مع رطوبة منعشة وشمس شارفت على الغروب كانت الساعة تقارب الثامنة مساءً هذه المصافحة أتت بعد رحلة شاقة مدتها 13 ساعة من الرياض لواشنطن ثم توقف لمدة ساعتين ونصف لنحلق بعدها مرة أخرى بإتجاه الغرب ولمدة 5 ساعات, اختصرها الكابتن على حد زعمه وجعلها 4 ساعات ونصف, منظر لوس انجلوس من شباك الطائرة كان جميلاً تلال مرتفعة وخضرة بسيطة مع صخور جبلية وأشجار النخيل الشاهقة, بالتأكيد بعد هذا اليوم الطويل في السماء وبين المطارات جرعة كبيرة من النوم كان لا مفر منها فأجلت المصافحة الفعلية إلى اليوم التالي, صباح الخميس اخترت رحلة بالباص داخل مدينة لوس انجلوس وضواحيها من موقع Trip Advisor صاحب الباص كان ظريفاً جداً عرف عن نفسه بأنه ممثل وكاتب وبالطبع يجب عليه العمل كنادل في أحد المطاعم ليوفر لقمة العيش بالأضافة لهذا الباص السياحي. كانت نقطة الأنطلاق من منطقة سانتا مونيكا الشاطئية أجمل مناطق لوس أنجلوس إلى هذه اللحظة مازالت الصور الرائعة باقية داخل رأسي من جمالها وجمال الطقس فيها, أخذ السائق يدور بنا على مناطق عديدة هوليوود, بيفرلي هيلز ومنازل النجوم والذي بالطبع تحدث عنها بإسهاب لعلاقته بهذا المجال وماليبو المزدحمة والبعيدة نوعاً ما عن لوس انجلوس, ومنتزه غريفيث ومرصده الفلكي حيث المقعد الذي جلس عليه كلاً من ميا وسباستيان وأدوا بجانبه أحدى رقصاتهم الجميلة.

داميان شيزيل مخرج الفيلم أحب بشدة أن يذكرنا بأن السينما هي فرصة جيدة للأنسحاب قليلاً من الحياة والتحليق في عالم الخيال الممزوج بالواقع أو دعونا نصفها بالأحلام, في الفترة الأخيرة قلت هذه النوعية من الأفلام والدليل تسميتها بالكلاسيكية. الجميل أن المخرج من مواليد عام 85م أي أكبر مني بعام ومازال عقله متعلق بتلك الحقبة, شخص من جيلنا, الجيل الذي أتى معه عصر الفضائيات والأنترنت وعالم التقنية ومازال متمسك بهذه الأمور بل وأضاف عليها بعض اللمسات العصرية لتجعلها تبدو أكثر حداثة  ولا يظهر الفيلم مجرد حنين للأفلام الكلاسيكية, أعتقد أنه سيثري السينما بقادم أفلامه حتماً, شيزيل أصبح من المفضلين عندي مع  وودي آلان و ويس أندرسون وريتشارد لينكليتر.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s