
ظلت تتبع الإرشادات الصحيحة لتخطي عتبات ذلك السلم حتى تنهي تلك المهمة بنجاح. أخبروها بضرورة الصبر حتى لو مرت فترة طويلة دون تحقيق تقدم يذكر فعند خط النهاية تنتظرها جائزة تستحق ذلك العناء مع رؤية مختلفة لهذا العالم. تخفض رأسها كثيرًا حتى تستطيع التركيز في كيفية إيجاد أفضل طريقة لإنزال قدمها المحلقة عاليًا على الدرجة التالية وأحيانًا ما بعد التالية. خطواتها الأولى كانت مبشرة وتنذر بنتيجة مبهرة ستكون حليفتها بالطبع، لكن عند المنتصف بدأت أصابع قدميها بالتشكي فقد ملت ذلك الطريق المعتاد وتلك الخطوات المرسومة، ارادت ان تنحرف قليلًا عن المسار لتضع نفسها أمام تحدي حقيقي يتطلب جهدًا مضاعفًا يعطي القوة والمرونة لتلك الأصابع، لكن تم مصادرة تلك النزوة والعودة لدرجات السلم، فكل ما تبقى بضع خطوات على خط النهاية ولا وقت لمغامرة جنونية الآن.
“هيا هيا” نطق لسانها بتلك الكلمات من أجل التحفيز وحتى تلهي نفسها عن ذلك الثقل الغير مبرر، أصبح هذا الشعور يهبط من عزيمتها يجعلها ميالة للكسل مع رغبة ملحة في التوقف. المشكلة أن قامت بإيقاف حركة جسمها على هذا السلم ستصبح غير عالمة بكيفية أخذ الراحة، وهل توجد أماكن مخصصة لهذا الفعل؟. مع زيادة عداد الرحلة بدأت روحها شيئًا فشيئًا بالأنفصال عن جسدها، الحركة المرئية والفعل المنفذ لا يمت بصلة لما يدور بداخل جسمها. أصوات مزعجة وغريبة تتردد داخلها تؤثر على تركيزها وتجعل منها مشتتة البال غير آبهة بما يحصل أمامها. ترى هل يستحق هذا الأمر كل هذا العناء؟
أصبح صوت الشك طاغيًا كل متر يقطع تتعالى فيه أصوات مثبطة من نوعية ما فائدة كل هذا، هل أنتِ سعيدة الآن؟. بدأت تقل عدد الدرجات المتبقية أصبحت الوجهة النهائية تتضح معالمها رويدًا رويدًا، ومعها أرتفع الحماس لأقصاه هاهي تلك الأصابع تحط رحالها على آخر بقعة يفترض بها لمسها، توقفت تمامًا، عم الهدوء المكان التفتت حولها لترى المفاجأة، تعجبت قليلًا لرؤية ذات المنظر الذي شاهدته عند خط البداية يا ترى لماذا؟ تفحصت السلم بنظرة سريعة على جميع أجزائه، استوعبت الحدث أكثر، فقد تبين لها أن ذلك السلم ومن جعلته الداعم لخطواتها نحو الهدف كان في وضع أفقي.